Saturday, August 18, 2007

قالوا : الفنان محمد صبحى ، صاحبة المدونة

" أنا لا يعنينى أن يكون عدوى أقوى منّى ،
ولكن يعنينى أن يحترمنى ،
بأن لا أقدم له تعليما وصحة وفن وأدب فى حالة تدهور "
الفنان : محمد صبحى
"أمّة تعرف ماضيها ، هى أمة قادرة على تشكيل حاضرها ومستقبلها "
صاحبة المدوّنة

Friday, August 3, 2007

الناصر : صلاح الدين الإيوبى ، القائد الكردى المسلم الذى حرّر الأقصى من أيدى الصليبيين


من كتاب " تاريخ العالم الإسلامى " للدكتور إبراهيم أحمد العدوى
نقتبس
هذه الصفحات
المقدمة الصفحات 5 : 7
الحاجة إلى نظرة دقيقة وشاملة لتاريخ العالم الإسلامى أمر يفرضه التطور المعاصر للأمة الإسلامية ، وتتطلبها
الجهود التى تُبذل للانطلاق بها نحو آفاق الحرية والسيادة العالمية ، ذلك أن الدراسات التى تحفل بها مكتبة التاريخ
الإسلامى اليوم تتسم - على جديتها وتعدد لغتها ، عربية كانت أم أجنبية - بالتباين الشديد بين وجهات نظر أصحابها
وتتشعب مناهجها وموضوعاتها . ومن ثم طمست تلك الدراسات معالم الطريق أمام المواطن المسلم اليوم
وحجبت عنه الرؤية الشاملة اللازمة للتقدم والتطور والوصول إلى الهدف . ويحاول هذا الكتاب تحديد معالم
الطريق أمام أبناء الأمة الإسلامية ، وسط التيارات الصاخبة التى تواجه العالم الإسلامى اليوم فى الداخل والخارج
ويُلاحظ أن العالم الإسلام - موضوع هذا الكتاب - يمثل وحدة تاريخية ، هى فى ذاتها جزء من التاريخ العام ،
وليس التاريخ العام جزءا منها . وبين هذا الجزء الإسلامى وسائر أجزاء التاريخ فى الشرق والغرب وفى
السابق واللاحق من العصور التاريخية ، تماس أحيانا ، وتداخل أحيانا أخرى ، وتقاطع أحيانا ثالثة ، سواء
فى الخير أو الشر أو ما بينها من نوازع بيولوجية حيوية . ومع أن هذا الكتاب ليس تاريخا سياسيا للعالم الإسلامى
أو سجّلا مفصّلا لمراحل الفتح والتوسع والتطور ، فأساسه أن تاريخ العالم الإسلامى وحدة متكاملة ، أقسامها
الطبيعية ، أولا : عصر النبوّة والرسالة ، ثانيا : عصر الخلافة الصحابية ، ثالثا : عصر الخلافة الوراثية السياسية
منذ قيام الأمويين سقوط بغداد ، رابعا : عصر الدول الإسلامية المستقلة فى الشرق والغرب ، وهذا كله فى العصور
الوسطى وفقا للتقسيم التقليدى للتاريخ ، ويبدو واضحا أن هذه الأقسام أكثر انطباقا على الواقع والتطور التاريخى
من غيرها من الأقسام الجارية فى تدريس التاريخ فى العالم الإسلامى . ويبدأ هذا الكتاب فى شرح أحوال العرب
فى العصر الجاهلى باعتبارهم "مادة الإسلام"، ثم بيان العوامل المختلفة التى دفعت المسلمين الأوائل إلى
التوسع وانتشار الإسلام واللغة العربية ، وتطور العالم الإسلامى ودوله وحكوماتها المركزية والإقليمية .
وأعقب ذلك دراسة للحضارة الإسلامية فى أزهى عصورها مع بيان دور الإسلام فى ازدهارها فضلا عن وصف
الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية فى المجتمع الإسلامى وبيان المؤثرات الحضارية الإسلامية بدورها
فى الحياة الفكرية والأحوال الاجتماعية والاقتصادية فى غرب أوروبا مما هو أجدى على الباحث من أخبار الحروب
والمعارك والانتصارات فى ميادين القتال. ثم طرأ على العالم الإسلامى عوامل الاستقلال الإقليمى وتوزعت
الحركة الذاتية بين المسلمين فى أشتات البلاد ، وتفرّعت الحضارات والثقافات الإسلامية فى كل مكان ، وبينما
تسرى الحركات الاستقلالية الانفصالية فى أقاليم العالم الإسلامى ، وتؤدى إلى قيام دول متعددة ما بين سنية
وشيعية متنافرة ، ظهرت دولة " السلاجقة " الى أعادت وبعثت النشاط التوسعى الإسلامى على حساب
الدولة البيزنطية ، وذلك حين بدأت الدول الأوروبية فى الاستقرار والنهوض والطموح الخارجى ، ومن هنا
جاءت الحروب الصليبية التى يوضحها هذا الكتاب . والمعروف أن الجيوش الصليبية وجدت بلاد العالم الإسلامى
فى تفكك صارخ ، والدول الإسلامية المستقلة فى الشرق الأوسط فى انحلال بالغ سن اليأس ، وبعد زوال شخصيات
الدولة السلجوقية وعوامل استمساكها . غير أن هذه الحروب الصليبية بعينها خلقت روحا من المقاومة الإسلامية
المتحدية للصليبيين ، وما لبثت هذه الورح أن أنجبت فكرة توحيد الجبهة اسلامية كما أنجبت شخصية صلاح الدين
الأيوبى وأسلافه وأخلافه فى شمال العراق والشام ، ثم فى مصر التى استطاعت أن تنهض بطرد الصليبيين
نهائيا من بلاد المسلين عامة ، واستطاعت فئة الرجال الذين اقتلعوا الصليبيين من معاقلهم بالشرق أو يوقعوا
الهزيمة كذلك بالمغول وجنودهم لأول مرة فى تاريخهم التخريبى ، وذلك برغم ما قام به أولئك المغول من إزالة
الخلافة العباسية فى بغداد ، ونتج عن ذلك كله أن صارت مصر مركز العالم الإسلامى ومقر الخلافة العباسية
وقبلة أنظار المسلمين من كل مشاق الأرض ومغاربها وأضحت القاهرة موئل العلماء وقادة الفكرة من مختلف
البلاد الإسلامية ، وبرهن العالم الإسلامى فى مواجهته للصليبيين والمغول أنه لم يفقد قوته الذاتية ، بدليل
انتشاره - فى غير حرب أو سيف أو عنف - إلى بلاد مترامية الأطراف - فى أقصى الشرق الأقصى ، وجوف أفريقيا
وهو فصل الختام فى هذا الكتاب الذى ينتهى بخريطة توضيحية للعالم الإسلامى فى العصر الحاضر ، وهى واحدة
من بضع خرائط توضيحية فى فصول الكتاب لمساعدة القارئ على تصور تاريخ العالم الإسلامى جغرافيا
فى عصوره المختلفة ، وأدعو الله أن يجعل هذا الكتاب فاتحة مؤلفات متتالية تحقق ما يتطلبه الوعى الإسلامى
المعاصر ونهضة المسلمين المتوثبة من غذاء تاريخى ناضج سليم .
إبراهيم أحمد العدوى
المتصفح الكريم ، نكتفى بهذا الجزء فى هذه التحديثة على أن نستكمل شخصية صلاح الدين الأيوبى فى التحديثة
القادمة بإذن الله تعالى