Wednesday, May 16, 2007

عيد العمال - مقال يكتبه للطليعة محمد على عامر 1970







يكتب هذا المقال للطليعة العامل " محمد على عامر" ، أحد الرواد البارزين للحركة النقابية والنضال من أجل التحرر الوطنى والاشتراكية
فى مصر


وذلك منذ عشرينيات هذا القرن. ولا يزال ، محمد على عامر، الذى تعدى الستين من عمره ، يهب كل جهده لخدمة قضايا الطبقة
العاملة والتحرر الوطنى والاشتراكية فى مصر والوطن العربى . و " الطليعة" إذ تنشر له هذا المقال بمناسبة الاحتفال بعيد أول مايو وتحيى
باعتزاز دوره التاريخى ، قوميا ونقابيا وسياسيا ، هذا الدور الذى شارك فيه بأصالة ونكران للذات زملاء له مثل " يوسف المدرك " و " محمود العسكرى "
و " سيد ترك" و " عوض الباز" و " كامل العقيلى " و " وفتحى كامل" وغيرهم من رواد الحركة النقابية

المقال
لا يزال الكثيرون من عمال مصر يتذكرون كيف كان يُقبل عليهم أول مايو فى العهد الماضى البغيض، إبان حكم " رسل باشا " وفرقة " سليم بك زكى
والمستر " ديز" ، وكيف كانت قوات البوليس والأمن تقوم عشية أول مايو من كل عام بحملة على النقابيين الذين يرفضون أن تكون نقاباتهم ملحقة
بمكاتب البوليس السياسى ، أو القلم المخصوص ، لا يزالون يتذكرون كيف كانت الاعتقالات تشمل العمال النشيطين ، وكذلك الطلبة والمثقفين
الذين ينتصرون للعمال ويعطفون على قضيتهم . كانت قوات الأمن تقبض على هؤلاء الناس الشرفاء وتحجزهم فى أقسام البوليس مع اللصوص
والمتسوّلين والنشّالين ، وكانت تبكّر بمحاصرة المصانع منذ الفجر ، ويحتلّ الجنود ذوى الخوذات والعصىّ الغليظة والدروع ، كل شبر فى مناطق
العمّال الصناعية ، وينتشر المخبرون والمرشدون حول دور النقابات حتى لا يحتفل العمّال المصريون مع زملائهم عمّال العالم بعيد أول مايو
ومع ذلك فكانت تتمّ الاحتفالات بعيد أول مايو بأشكال مختلفة ، وفى أماكن مختلفة ، كان العمّال يحتفلون بعيدهم فى الحدائق والحقول والمدافن
وحول أهرامات الجيزة بعيدا عن أنظار البوليس والعملاء، وقد تكوّنت على سبيل المثال ، النقابة العامة لعمّال النسيج الميكانيكى وملحقاته بالقاهرة
وضواحيها نتيجة لاجتماع تمّ فى مزرعة خلف نقطة بوليس المطرية يوم أول مايو سنة 1946. وعندما كانت تعود قوات البوليس والأمن إلى
مواقعها ، وتنسحب من مرابضها آخر النهار ، كانت الحركة بين العمّال لا تتوقّف. فتحدث اللقاءات بينهم فى الحوارى والمصانع ، وداخل المنازل
والمقاهى . يتبادل فيها العمّال التهانى بعيد أول مايو ، ويقدّمون لبعضهم تحيات الأخوّة والزمالة ، ويتبادلون شرب القهوة والشاى وحبات الفول
السودانى علامة على الاحتفال المشترك فيما بينهم بهذا العيد التاريخى . ولاشك أن من أبرز التطورات التى حدثت فى مجال الحركة العمّالية بعد
ثورة 1952 ، هو اعتبار يوم أول مايو عيدا للعمّال ، يحتفل به العمّال والدولة معا
الأصل التاريخى للاحتفال بأول مايو
يرتبط أول مايو تاريخيا بنضال العمّال الأمريكيين فى الولايات المتحدة ، فمع شروق شمس أول مايو سنة 1886 ، خرجت مظاهرة عارمة من
350 ألف عامل أمريكى فى شيكاغو ، أخذت تجوب الشوارع والميادين ، كان المتظاهرون يطالبون فيها بتخفيض ساعات العمل من احدى عشرة
ساعة إلى ثمانى ساعات بنفس الأجر. وكانت الهتافات تشق الفضاء وتبث الخوف والفزع فى قلوب الرأسماليين ، وبالفعل استجاب بعضهم لضغط
العمّال ، واضطروا لتخفيض ساعات العمل إلى 8 ساعات بالنسبة لـ42 ألفا من العمّال فى اليوم الأول ، إلاّ أن المظاهرات لم تتوقّف ، وخرجت
فى اليوم التالى تطالب بأن يشمل التخفيض جميع العمّال فى كافة الصناعات ، وحدث مرة أخرى تخفيض لساعات العمل بالنسبة لـ150 ألفا آخرين
واستمرت المظاهرات السلمية بنفس هدوئها السابق، وفى اليوم الثالث خرجت لتطالب بتخفيض ساعات العمل حتى تشمل جميع العمّال الباقين
وحتى يعم التخفيض كافة الصناعات وجميع العمّال الأمريكيين . ولقد حقّق العمّال على هذا النحو نصرا هائلا ، ونجحوا فى تخفيض ساعات
العمل بالنسبة لـ 192 ألف عامل عن طريق المظاهرات السلمية دون أن يُحدثوا أقل إخلال بالأمن ، فلم يكونوا يحتاجون إلى استخدام أساليب العنف
آنذاك ، وإنما الرأسماليون هم الذين كانوا يحتاجون إلى استخدام العنف لمقاومة أى محاولة من جانب العمّال لتقليل أرباحهم. فبدأ تآمر رجال الأعمال
بالاشتراك مع مدير بوليس مدينة شيكاغو الذى قام شخصيا بتنفيذ مؤامرة ضد العمّال، فحين بدأت جموع العمّال تتدفّق من الشوارع وتصب فى
ميدان شيكاغو بالقرب من مصانع شركة " ماك كورماك " لصناعة الآلات الزراعية ، انضم عمّال هذه الشركة إلى المظاهرة مع زملائهم عمّال
المصانع والشركات الأخرى ، ووقف " أوجست سبايز" أحد قادة العمّال المناضلين خطيبا بين العمّال يشرح عدالة القضية التى من أجلها اتحد
العمّال ووقفوا صفا واحدا، ويستمر فى خطابه ، ثم يعلن فى قوة فى النهاية إصرار المتظاهرين على استمرار المظاهرات حتى يشمل التخفيض
جميع عمّال أمريكا فى كافة الصناعات . وهنا تحرّكت عناصر المؤامرة ، وقام مدير البوليس بدوره فى تنفيذ الجريمة ، فدس واحدا من العملاء
المأجورين وسط جماهير العمّال المحتشدة فى الميدان ، واستغل العميل فرصة انتباه العمّال نحو الخطيب ، وألقى قنبلة يدوية كان مدير البوليس
قد زوّده بها ، على زملائه من رجال البوليس ، وبذا أصبحت الفرصة سانحة لمدير البوليس لينفّذ جريمته الوحشية ، وفى لمح البصر أصدر الآوامر
للجنود المسلّحين بالبنادق والرصاص ، بالهجوم الغادر على المؤتمر والبطش بالعمّال المسالمين ، وحدثت مذبحة بين قوّتين غير متكافئتين وسقط
القتلى والجرحى ، وامتلأت أرض الميدان بهم وبالمحتضرين ، وقبض البوليس على الفور على مجموعة من العمّال القياديين وساقوهم إلى السجون
وقدّم البوليس للمحاكمة على وجه السرعة أربعة من زعماء العمّال المكافحين هم " أوجست سبايز" و " أودلف فيشر" و " ألبرت باسونز"
و " جورج اثيل" ، وأصدرت المحكمة حكمها بإعدامهم فورا ، وتمّ تنفيذ الحكم بعد صدوره بساعات ، وقد كشف مدير البوليس نفسه عند احتضاره
أسرار هذه المؤامرة الكبيرة ضد العمّال وقادتهم ، ودوره فى تنفيذها . وفى سنة 1891 ، تشكّلت بفعل النضال العمّالى محكمة خاصة لإعادة
التحقيق فى قضية العمّال الأربعة ، وراجعت حكم الإعدام الذى صدر ونفّذ على أربعة من زعماء العمّال فى أوّل مايو سنة 1886 ، وأصدرت
المحكمة قرارا بإلغاء حكم الإعدام وحكمت ببراءة العمّال الأربعة بعد أن غطت الحشائش والأشجار قبورهم ، وأعلن حاكم ولاية " إيللينوى " قرار
المحكمة وحكمها الأخير ببراءة العمّال. وفى عام 1888 ، قرّر المؤتمر الفرنسى لنقابات العمّال المنعقد فى مدينة " بوردو" اعتبار أول مايو
عيدا للعمّال، كما قرّر اتحاد العمل الأمريكى فى اجتماعه المنعقد فى " سانت لويس" فى ديسمبر من نفس العام اعتبار أول مايو عيدا للعمال، واتخذ
مؤتمر النقابات البريطانى نفس القرار فى نفس العام . وفى عام 1899 ، انعقد مؤتمر " الدولية الثانية " للأحزاب والنقابات العمّالية فى باريس
واتخذ القرار التالى : إنه ابتداء من عام 1890 ، فى كافة بقاع العالم ، يجب أن ينتظم العمّال فى مظاهرات كبيرة فى جميع البلدان فى يوم أول
مايو ، وفى هذا اليوم ، يجب أن يحدّد العمّال كل عام مطالبهم للعام المقبل، ومنذ ذلك التاريخ صار أول مايو من كل عام عيدا للعمّال على الصعيد
العالمى ، يحتفلون فيه بالذكرى الخالدة لشهدائهم الأبطال، ويمجّدون الجسارة والشجاعة فى كل إنسان شجاع وهب حياته للكفاح من أجل مجتمع
أفضل وأعدل. وأصبح الرأسماليون على النطاق العالمى ، لا على النطاق الأمريكى فحسب يتوجّسون خيفة كلما أقبل عيد أول مايو ، وتتخذ الحكومات
الرأسمالية والحكومات العميلة إجراءات مضادة لتحركات العمّال، فتعبئ قوات الأمن والبوليس لمنع الاجتماعات ، وفضّ المظاهرات ، وتقييد
حركة القادة النقابيين الشرفاء ، والقبض على العمّال النشيطين ، بهدف نشر الرعب بين العمّال ومنعهم من الاحتفال بعيد أول مايو . أمّا الحكومات
الشعبية ، فتعتبر أول مايو يوما من أيام الأعياد الرسمية ، تشارك الدولة فيه العمّال فرحتهم بالعيد ، وتخرج مواكب الحرس الوطنى والميليشيا
الشعبية جنبا إلى جنب مع المواكب العمّالية ، وتستعرض قوات الجيش المسلّحة بحضور رجال الدولة الرسميين
واجبات العمّال فى أول مايو

إن قيمة عيد أول مايو لا تكمن فقط فى حجم المواكب والمهرجانات، واستعراض فرق الجيش أو البوليس والحرس الوطنى ، وتعدّد الاجتماعات
والمظاهرات أو عزف الموسيقى ونشر الأعلام ، إنما تكمن أهمية أوّل مايو فى أهمية المواضيع والقضايا التى تطرح للبحث فى الاجتماعات والمؤتمرات
المنعقدة فى نفس اليوم أو قبله. ولا تكمن قيمة عيد أول مايو فى مجرّد استعراض أحداث العالم خلال عام مضى ، والتعرّض لها بالبحث والتحليل
فقط ، إنما تكمن فى الدروس المستخلصة من هذه الأحداث والاستفادة منها بقدر الإمكان ، وتحديد موقف إيجابى عملى كفاحى بالنسبة لها ، إذ كان
لها تأثير على قضايا البلاد ، وأخيرا ، فإن القيمة الحقيقية لعيد أول مايو تكمن فيما يخرج به العمّال فى ذلك اليوم من قرارات وما يرفعونه من شعارات
على شرط أن يكافحوا بوعىّ من أجل تحقيقها . واليوم ، حين يتعرّض الوطن العربى كله للخطر، وتعود إسرائيل فتحتلّ أجزاء كبيرة منه بعد
أربعة عشر عاما من العدوان الثلاثى بتأييد سافر من الولايات المتحدة الأمريكية ، فما هى واجبات العمّال:
أولا: تقديم قضية المصير العامة على ما عداها من القضايا الخاصة ، بمعنى تأجيل القضايا الخاصة بشكل مؤقت ، والتركيز على إزالة آثار النكسة
ومن المؤسف جدا أن يثير الناس المشاكل ويُحدثون الأزمات حول المناصب والدرجات والعلاوات ، وكيف كان زيد أحق بها من عمرو ، وتنتهى
المناقشة بتحميل المسئولية للنظام السياسى القائم ، فى وقت يعيش فيه أغلب الشعب الفيتنامى بلا علاوات ولا درجات ولا منازل ولا كماليات
وليس بعيدا أن نتعرّض نحن أيضا لما يتعرّض له شعب " فيتنام " ما دمنا مصرّين على التمسّك بتحرير الأرض، والدفاع عن العرض ، وما دمنا
نأبى الركوع أمام جبروت الولايات المتحدة الأمريكية التى تمارس العدوان المسلّح ضد شعب " فيتنام" وغيره من الشعوب التى ترفض نير القهر
والاستعباد.
أما المشاكل اليومية العاجلة ، فمن السهل التغلّب عليها وحلها بروح التعاون من جانب جميع الأطراف ، بحيث يقدّم العامل مشكلته ، ويساعد على
الوصول إلى حل لها بتقديم المقترحات ، وكذلك يفكّر الذين ليست لهم مشاكل فى حلّ مشاكل غيرهم ، ويقدّمون الحلول والمقترحات
ثانيا : الالتزام الذاتى ، بمعنى أن يفرض العامل على نفسه فى هذه الظروف الحاسمة من تاريخ بلادنا ، واجبات سياسية إضافية يلتزم بتنفيذها
من تلقاء نفسه ، ويحاسب نفسه بنفسه على أدنى تقصير بالنسبة لها ، فى المصنع أثناء العمل ، فى الطريق العام ، فى المواصلات أثناء الانتقال
فى المنازل أثناء الزيارات ، فى أى مكان : متجر ، مقهى ، سوق ، نادى الخ. وأن يكون العامل يقظا مستعدا للنقاش والجدل السياسى والرد على
إشاعات العدو ، وكشف الاتجاهات اليمينية ، وتعرية أصحابها أمام الناس، ويتولّى العامل عندما يخلو بنفسه استعراض أحداث اليوم ومحاسبة
نفسه ، هل كان " سلبيا " أم " إيجابيا" أمام أحداث اليوم ، وهل أخطأ فى تناول الموضوع أم أصاب.
ثالثا : تنقية التنظيمات السياسية من العناصر الوصولية ، عن طريق الانتخابات ، وتنقية التنظيمات النقابية ومنظمات الشباب، ومجالس إدارات
القطاع العام بمساعدة العناصر النشطة المخلصة فى تحقيق مشروعاتها الرياضية والفنية ونقد الكسل والميوعة فى العمل السياسى . وعدم التخلّف
عن الدورات التدريبية والحرص على حضور الدورات الثقافية ، وفرز الاتجاهات المعادية للاشتراكية التى يحملها أساتذة ومثقفون لهم مصالح
خاصة من خريجى الجامعات الغربية ، وتعجّ بهم مؤسسة الثقافة العمّالية ومراكزها

دور النقابات فى المعركة
يسجّل التاريخ الحديث فى العالم ، للنقابات والاتحادات العمّالية ، أهم الأدوار فى معارك التحرّر الوطنى والاجتماعى على السواء ، فما هو دور
الاتحاد العام والنقابات فى معركة المصير
على مستوى الجمهورية العربية المتحدة " مصر وسوريا "
أولا: تعبئة العمّال وتنظيمهم استعدادا للمعركة الفاصلة
ثانيا : عقد مؤتمرات واجتماعات وعمل ندوات واسعة فى الساحات الرياضية ودور النقابات ، تُدعى فيها العناصر التقدمية لإلقاء المحاضرات
وإدارة المناقشات المفتوحة للتوعية
ثالثا : طلب أكبر عدد ممكن من أفلام المقاومة ضد النازية الألمانية والفاشية الإيطالية ، وقوات الاحتلال اليابانى ، وجميع أشكال الغزو المسلّح
فى روسيا والصين وكوريا وفيتنام ولاوس وأوروبا ، على أن تُعرض هذه الأفلام بشكل مستمر على العمّال فى هذه الظروف
رابعا : إخضاع مؤسسة الثقافة العمّالية وجميع مراكزها للاتحاد العام ، وإغلاق السوق التجارية لبيع المحاضرات الثقافية
خامسا : إعادة تنظيم المكتبات الثقافية بالوحدات الإنتاجية والمراكز الثقافية ، وتطهيرها من المؤلفات البورجوازية والنشرات والكتب الأمريكية
باختصار ، إحلال الثقافة الوطنية محل الثقافة الاستعمارية ، والتربية الاشتراكية العلمية محل التربية الرأسمالية الديماجوجية
على المستوى العربى
نجد أنه بعد مضىّ 19 عاما على قيام ثورة 23 يوليو ، وشعار " وحدة الصف العربى " ، لا يزال يتعثّر بسبب اختلاف المصالح وعدم التجانس
بين أنظمة الحكم فى البلاد العربية ، والطبقة العاملة وحدها هى التى تجمعها وحدة المصالح ، ومعاداة الاستعمار هى أولى هذه المصالح . ولا شك
أن الظروف الموضوعية للمنطقة الآن مهيأة لحقيق وحدة الطبقة العاملة على المستوى العربى . ومن الممكن أن تعلب الوحدة العمّالية دورا هاما
فى تحقيق وحدة الصف ، لأنها سوف تكون قادرة على التأثير المباشر على اتجاهات الحكومات العربية . ولدينا الآن نواة صالحة للعمل تتكوّن
من عمّال الجمهورية العربية المتحدة ، وعمّال السودان ، وعمّال الجمهورية العربية الليبية ، وسيكون أمام نقابيينا أساس صالح لبدء العملية ، هو الكفاح
المشترك تاريخيا بين عمّال مصر وعمّال السودان ، هذا الكفاح الذى كان الحكّام الرجعيون يحاربونه دائما فى البلدين .
على المستوى العالمى
مضى الزمن الذى كان يسهل فيه الخلط بين العدو و الصديق ، وأظهرت الشدة أين هو الصديق، وأين هو العدو، لقد عرفنا من خلال النكسة ، فى الاتحاد
العالمى لعمّال العالم ، واتحادات العمّال فى البلدان الاشتراكية دون استثناء، أصدق معانى الحب والتأييد والمساندة ، وذلك يدعو المنظمات النقابية
فى بلادنا إلى زيادة توثيق العلاقات الأخوية والارتباطات النقابية بيننا وبينهم
وبعد:
فلنذكر شهداءنا الأبطال فى أول مايو ، ونُقسم على أخذ الثأر للزوجات والأطفال الصغار، ونحيى جنودنا الشجعان على خط النار، كما نحيى
بفخر واعتزاز جسارة الفدائيين العرب الأمجاد، وفى عيد أول مايو يجب أن تمتلئ قلوبنا حقدا وكراهية على الولايات المتحدة الأمريكية وصنيعتها
إسرائيل، وندين التدخل الأمريكى المسلّح فى الهند الصينية ضد شعب فيتنام الأسطورى وشعب لاوس، ونشجب التحرشات الإمبريالية المجنونة
بشعوب كوريا الديموقراطية وكوبا ، ونرفع فى نفس الوقت أصواتنا احتجاجا على المؤامرات الإمبريالية ضد الحكومات الوطنية التقدمية
" انتهى المقال"
نبذة عن كاتب المقال
محمد على عامر
ولد
بمنطقة شبرا الخيمة العمّالية فى 9 نوفمبر 1908 ، بدأ العمل بالمطابع فى سن مبكرة ، وفُصل عام 1920 من مطبعة " أمين هندية " بالزيتون
وذلك بسبب قيامه بتنظيم مجموعات من زملائه صبيان المطابع للاحتجاج على أساليب المعاملة اللاإنسانية التى كانوا يُعاملون بها ، تعرّض بسبب
كفاحه النقابى والسياسى للملاحقة والطرد المتواصل من قبل السلطات الرجعية الملكية وأصحاب الأعمال : طرد من ورشة " هرنط" لخراطة
المعادن ، بالمطرية بسبب احتجاجه على عمل الصبيان بمنازل الأسطوات أيام الراحة . وفى سنة 1928 ، فصل من العمل بغابريقة " مكرونة أبو الهول"
لحثه العمّال على رفض تخفيض أجورهم . عندما ألّف حزب الوفد " المجلس الأعلى للعمل النقابى " ، وذلك لمواجهة النفوذ المتزايد للأمير عباس حليم
فى صفوف العمّال، دعّم محمد على عامر بنشاطه النقابى ، المجلس الأعلى الوفدى . كلّفته اللجنة الوطنية للطلبة والعمّال بتحريك عمّال منطقة
الزيتون والمطرية ، وقاد إضراب مصنعه يوم 21 فبراير 1946 ، ودُفع مع زميله العمّالى " نصر عوّاد نصر" إلى اشتراك المصانع الكبرى
الأخرى فى المنطقتين فى الإضراب، وفى مظاهرة جماهيرية كبرى ، اتجهت إلى ثكنات الجيش البريطانى ، اصطدمت بجنود الاحتلال وسقط
منها الجرحى والشهداء. اشترك فى أول مايو 1946 ، مع 80 عاملا من عمّال مصانع النسيج فى اجتماع سرى بالمطرية ، ولّدت فيه فكرة تكوين
نقابة عامة لعمّال النسيج الميكانيكى وملحقاته بالقاهرة ، وتحقّق هدفهم فى أول مايو 1947 . تولّى رئاسة النقابة العامة لعمّال النسيج الميكانيكى
وملحقاته بالقاهرة ، وضواحيها . اشترك فى آوائل عام 1951 مع " أحمد طه أحمد " سكرتير نقابة عمّال وموظفى شركة ماركونى ، و " سيد خليل ترك "
سكرتير نقابة السائقين المتحدين فى عقد أول اجتماع للجنة التحضيرية لتكوين الاتحاد العام لنقابات العمّال المصرية . شارك فى تكوين اللجنة
التحضيرية المصرية لأنصار السلام سنة 1951 ، وقبضت عليه السلطات الملكية الرجعية لذلك . شارك فى تكوين اللجنة الوطنية لمقاومة الاستعمار
البريطانى بالقوة المسلّحة بعد إلغاء معاهدة 1936 . اشترك وهو فى اللجنة التحضيرية للاتحاد العام التى أصبح اسمها " اللجنة التأسيسية " فى
تأييد ثورة 23 يوليو ، والوقوف بجانبها منذ قيامها
المتصفح الكريم ، سأقوم تباعا بإذن الله تعالى بعرض الموضوعات المعروضة على غلاف الطليعة خلال الأسابيع القادمة

No comments: